لمن تعود فكرة شق قناة اسطنبول الجديدة ؟

على الرغم من طرحِ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكرة شق قناة اسطنبول الجديدة إلا أنه ليس صاحب الفكرة الأساسي. حيث أن لمشروع قناة اسطنبول جذور ضاربة في التاريخ تعود للقرن السادس عشر.

فقد اقترح فكرة شق قناة اسطنبول الجديدة المهندس معمر سنان على السلطان العثماني سليمان القانوني “1520- 1568”. مع وجود اختلاف بينهما وللكن الهدف كان ذات الهدف وهو إنشاء ممر مائي يربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود.

ومن بعده تبنى المشروع العديد من السلاطين، لعل آخرهم كان السلطان محمود الثاني الذي شكل لجنة عام 1813 للبدء به. إلا أن المشروع لم يرَ النور لأسباب مالية بالدرجة الأولى، وهكذا جُمد الحديث عنه. إلى أن اقترحه “لبوبنت أجاويد” قبل الانتخابات المحلية عام 1994 وعُرف المشروع باسم مشروع “ميغا” . حينها ليغيب بعدها حتى إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً عنه عام 2011 والذي كان رئيساً للوزراء حينها.

ولكن لمَ هذا الإصرار الشديد على فكرة شق قناة اسطنبول ؟

يعتبر مضيق البوسفور أخطر ممرٍ بحري في العالم. بسبب الأعداد الكبيرة من السفن والناقلات الضخمة التي تعبر من خلاله بشكل سنوي. مما يسبب ازدحاماً كبيراً في مياه المضيق ويجعل السفن تنتظر دورها للعبور لفترات تمتد لأربع وعشرين ساعة أحياناً.

وطبعاً هذا الانتظار الطويل يشكل خطراً جسيماً على البيئة والمناخ كما يؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة. وبالتالي فإن شق قناة مائية بديلة كقناة اسطنبول يشكل حلاً سليماً لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور ومن الازدحام المروري الذي أدى بين سنة 2016 و2019 إلى أكثر من 50 حادث في مضيق البوسفور.

ويعدُ هذا السبب أحد أهم أسباب الحاجة لقناة اسطنبول حيث سيقلل من احتمالية وقوع أي تصادم في المستقبل، كاصطدام إحدى الناقلات أثناء عبورها من المضيق بقصر “حكيم باشي أفندي” التاريخي والذي يقع على إحدى ضفاف المضيق.

وأيضاً يمنع تكرار كارثة إندبندنتا، هذه الحادثة التي وقعت في مضيق البوسفور نتيجة اصطدام سفينة ناقلة محملة بالنفط الخام وسفينة شحن جافة في 15 نوفمبر عام 1979، وسميت هذه الحادثة على اسم السفينة “إندبندنتا” والتي تسببت بحريق كبير استمر لمدة 27 يوماً وأدى لوفاة 43 شخصاً من أفراد الطاقم.

الأسباب الاقتصادية للقناة

بالإضافة للأسباب البيئية الهامة لشق قناة اسطنبول، هناك أسباب اقتصادية أيضاً إذ ستعوض أرباح هذه القناة تركيا عن مليارات الدولارات التي خسرتها جراء اتفاقية مونترو منذ عام 1936 والتي تفرض على تركيا أخذ تعريفة مرور منخفضة جداً عن مرور السفن عبر البوسفور.

أما قناة اسطنبول فلن تخضع لهذه الاتفاقية وتشير الدراسات إلى أن أرباح القناة ستكون عبارة عن 8 مليار دولار سنوياً مما سيغطي تكاليف شق القناة البالغة 15 مليار دولار في سنتين.

ويعد مشروع قناة اسطنبول فرصة لاتعوض للاستثمار حيث يستقبل مشاريع متنوعة كالمولات والأسواق التجارية والمطاعم وبالطبع موقع القناة الاستراتيجي وقربها من مطار اسطنبول الجديد وميناء اسطنبول البحري هي مقومات ممتازة لزيادة العوائد الاستثمارية لأي مشروع يحدث على أراضيها.

يمكنكم الحصول على الاستشارة من شركة Go Smart للاستثمار العقاري والتي ترشدكم عبر فريقها المختص لأفضل الأراضي في قناة اسطنبول وتتولى كتفة الأمور القانونية المتعلقة بالبيع والشراء من البداية حتى النهاية.